لم يعد يمكننا التنبؤ بالمستقبل، لأننا لا نستطيع تخيله

من منا لا يتذكر سلسة أفلام الخيال العلمي: ستارتيك وحرب النجوم؟


الآن عندما تفكر في الأمر، تدرك أن هناك أشياء أصبحت بلا معنى..


فمثلا؛ في سلسة افلام ستارتيك اعتادوا أن يكون لهم هذا الكم من الشاشات المنحنية التي يتم التحكم فيها بواسطة لوحات المفاتيح والمفاتيح المادية، على الرغم من أن المشهد تم تخيله في المستقبل البعيد، ومع ذلك، لم يتخيل أحد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أنه في غضون سنوات قليلة سيكون لدينا شاشات “ال سي دي” بالإضافة انها تعمل باللمس


مثال آخر؛ في سلسة افلام حرب النجوم / حرب النجوم الشهير الذي ظهر عام 1977، ألم تتساءل عن مشاهد المعارك التي حدثت في الفيلم، كان المتقاتلون يطاردون بعضهم البعض في قتال متلاحم ويطلقون أشعة الليزر من مسافة قصيرة، هل لاحظت كيف كان يتم إصابة الهدف، وكيف كان الطيارون يتفادون الليزر؟


وبمقارنة ما كنا عليه وما أصبح اليوم، نادرا ما تحدث مواجهة جوية قريبة بين المقاتلات النفاثة، وأصبح العالم يستخدم الطائرات بدون طيار والطائرات التي يتم التحكم بها عن بعد، والتي تستخدم صواريخ موجهة عالية الدقة بحيث يمكنها ضرب أهدافها على بعد آلاف الأميال وبدقة متناهية


لو قدر ل”جورج لوكاس” مبتكر سلسة أفلام حرب النجوم معرفة الذكاء الاصطناعي في حينه، لاستطاع دمج الذكاء الاصطناعي في المقاتلات لتدمير سفن الفضاء المعادية في غمضة عين

لكنه في الواقع لم يستطع ذلك لأن الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار ذاتية التوجيه لم تكن معروفة في ذلك الوقت!
لقد أصبحت الأسلحة أكثر تقدما بكثير من تلك الموجودة في أفلام الخيال العلمي.

اليوم، يتحدث الجميع عن “البلوكشين” والعملات المشفرة، الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي ومواضيع أخرى
وفي حقيقة الأمر معظمنا لا يعرف ماذا يعني ذلك حتى الأن


نحاول التكهن والتخمين والأمل في أنها ستكون أشياء قيمة في المستقبل، لجعل حياتنا أكثر رفاهية وثراءا وإشراقا


في الآونة الأخيرة، بدأ الحديث بكثرة عن الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة. تشجعت الحكومات وفرضت على الجميع البدء في استخدام الذكاء الاصطناعي. وبدأ الجميع بتداول روايات عن أشخاصا استطاعوا جني امولا طائلة من تعدين العملات المشفرة، وفجأة، أصبح الجميع يقومون بالتعدين


أراهن الآن أن معظم الذين يقومون بالتعدين لا يعرفون حتى ما هي العملة المشفرة، وحتى مبتكروا هذه العملات – على الأرجح – لم يتمكنوا من شرحها بلغة بسيطة


ربما لأن الإبداع والخيال والابتكار هي جوهر ما يجعلنا بشرا، لكن يجب أن ندرك أن هناك حدودا لمدى حلمنا ومدى اختلاف المستقبل ما لم نشعر أن هناك ضرورة للمضي قدما واحتضان هذه التقنيات، فلن نفعل الكثير سوف نتمسك بما نعرف حاليا

 

هذا هو جمال الإبداع البشري، وربما يكون أكبر عدو لنا

 

Facebook
LinkedIn
Twitter